وطنـــــــي

ماذا أقول؟.
وبماذا أبدأ مقالي هذا؟
لو كان الحديث عن الربيع ،أو عن الخير أو الطيبة أو عن الكرم
أو عن الوفاء...أو عن...أو...إلخ
لو كان الحديث عن واحد مما سبق لهان الأمر،ولكن أن يطلب الحديث
عن مجموعة أشياء في شئ واحد،وهذا الشيء ليس بالهيِّن أو الأمر
العابر الذي لا صعوبة في الحديث عنه...
إنهُ الوطن...وهل الوطن أمر هيِِّن؟.
لا...وكلا...بل إنه أمر عظيم،وتزداد عظمته عندما أتحدث عن وطني تحديداً.
نعم...وطني...
ولي وطنٌِ آليتُ ألا أبيعهُ
وألا أرى غيري لهُ الدهر مالكا.

وطني...حبنا الأول والأخير...
وطني...رضعنا وأكلنا وشربنا حُبه...
وطني...تنفسنا عشقه...
وحبَّب أوطانَ الرجال إليهم...مآربُ قضَاها الشبابُ هُنالكا
وطنٌ أحبهُ الغرباء ولم يروه...ولم تطأ أقدامهم ترابه الطاهر..
ألا يستحق منا الحُب والوفاء والفداء ونحن أبناؤه؟.
بلى...إنه يستحق كل حُب وإعزاز وفداء...
وللأوطان في دم كل حُر.... يدٌٌ سَلَفت ودَينُ مُستحَقَ.
نعم...الحُر هو الذي يعرف حق الوطن وعظيم قَدره..
أما من استعبدته أهواؤه،وباع نفسه لأعداء دينه وأعداء وطنه
فلا يُعد من أبناء الوطن الأحرار،البررة،الأوفياء،ويُعد شاذاً
والشاذ لا حُكم له،و بإذن الله،وثقه بالله عز وجل ثم برجال
الأمن البواسل،فإن ما حدث في بلادنا سحابة صيف وتنقشع
ويزول معها هذا الضلال والفكر المنحرف ومعه أصحابه
شاء من شاء وأبى من أبى.
إن من قام ويقوم بالإرهاب في بلادنا وأعان ويُعين الإرهابيين
إنما هو مخالف للدين وعاق لوطنه ومن فيه..
أهذا جزاء وطن أعان - بعد الله - فقراءَ المسلمين وضعفاءهم...
وطن اهتم بمقدسات الإسلام،و صرف على الحرمين
والمشاعر المقدسة آلاف الملايين من الريالات...
وطنٌ ترتفع فيه المآذن بعزة وشموخ...ويُنادى للصلوات...
وتتوقف الأعمال في كل قطاعات الدولة أوقات الصلوات.
وطنٌ جعل حاكمهُ نفسه خادماً للحرمين،وسمَّى نفسه
(خادم الحرمين الشريفين(وطنٌ تُرفرف فوق سمائه شهادة التوحيد،ولا تُنكَّس لأي حدث كان


وطنٌ جعل العلماء الأجلاء من أبرز أعلامه قديماً وحديثاً...
وتبوأ العلماء مكانة عظيمة عند الحكَّام والمحكومين...
ليس هذا كل ما يُميز وطني...ولكني أوردتُه
كأمثلة فقط...ولا يسع المجال لذكر خصائص وطني التي تُميزه
عن غيره...وتوجب حُبَّه وحُب ولاته والذود عنه وعنهم
اللهم أحفظ لنا ديننا،و أحفظ لنا وطننا،وأحفظ ولاة أمرنا
وأهدنا وأهد ضال المسلمين.