وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }
يا الله! هل تتخيل هذه الصورة المعبرة؟!
امرأة ظلت تعمل بجد واجتهاد لتغزل رداء جميلا متينا، فلما وصلت للحبكة الأخيرة، قطعت الخيط بيدها...فتهلـهل الغزل وعاد خيطا متعرجا لا يصلح لشيء!!..
خطوات أولى للثبات
يعود السؤال ليظهر من جديد: كيف نثبت؟ قل لي خطوات عملية تساعدني على الثبات...بعد كل ما ورد من أشكال التراجع وأسبابه، كيف نثبت؟
أولآ: الفهم الصحيح للإسلام...وفعلا..إذا أحسنا فهم ديننا لن نتراجع عنه، ولن نضعف ولن نخطئ
ثانيا: قراءة سير الصالحين الثابتين وقصص الأنبياء الثابتين..وحكايات ذوي الهمم العالية والعزائم القوية والأفكار الرشيدة المثبتة...وأولها سيرة النبي –صلى الله وسلم عليه-..اقرأ مثلا كتاب: ((فقه السيرة)) للشيخ البوطي...
يقول الله تعالى : {وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }هود120
ثالثا: الإكثار من ذكر الله –عز وجل-، وخاصة قول ((لا إله ألا الله)) فقد قال الرسول –صلى الله وسلم عليه-: ((جددوا إيمانكم)) قيل : يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟ قال –صلى الله وسلم عليه- ((أكثروا من قول لا إله إلا الله...))
وهذا مهم لمن فقد حلاوة الإيمان فتراجع ولم يثبت...
رابعا: الصبر...فلا تتعجل حصد ثمار ثباتك..واصير قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} فلا ثبات إلا إذا كان خلق الصبر متين وأصيل فيك.
خامسا: الإكثار من بك العبادة، فهي تعطيك من النور ما يرشد خطواتك وينير ظلمة دربك وقلبك فكرك...
سادسا: عدم الإعجاب بالنفس...لا تعجب بنفسك فإنها آفة من تدين وسار على الدرب السليم، فينسى أن المتفضل بذالك والمنعم هو الله تعالى
..
نلاحظ
أن كل الأمور التي ذكرناها أمور إيمانية...فكيف يثبت إذا الآخرون...غير المسلمين؟...غاندي مثلا ثبت ثباتا عجيبا حتى نال ما أراده...رغم أنه من أهل الباطل...السر في ذالك: أن يكون المرء صاحب قضية في الحياة...إذا كان صاحب هدف وقضبة حية نابضة في وجدانه ليل نهار...سيذلل كل الصعوبات...ريثبت!...مهما كانت البدائل تبدد أحلى...وثانيا: احترام الذات...فلا أهين نفسي...ولا أرضى لها إلا المراقي العليا!..