صفاء القلوب عضو نشيط
عدد الرسائل : 401 كيف تعرفت علينا؟؟ : 0 : تاريخ التسجيل : 17/11/2008
| موضوع: غدا تشرق الشمس الأربعاء أبريل 29, 2009 5:43 pm | |
| لحظات الغفلة تمتد في حياة الإنسان حتى تصل به أحياناً إلى موت الضمير ،
وعلى مقدار قربه وبعده عن المنهج الرباني ،
يكون نصيب لحظات الغفلة من حياته ،
أما إذا تجاوزت لحظات الغفلة حدودها
وأحكمت حلقاتها حول قلبه وضاق على الجسد خناقها ‘
فإنها تصل بالإنسان إلى مرحلة " الرّان "
وهنا يصبح القلب كالحجر قاسياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ،
وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار ،
وإن منها لما يهبط من خشية الله ،
وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء0
وخز الضمير يشعرنا بلسعة الهرم تدب في أوصالنا ،
وتتكالب على الجسد فترهقه فنحس بقوافل الزمن
وكأنها إعصار يقتلعنا من جذورنا ،
فكثيراً ما تبرز المعاناة من خلال صحوة الضمير المثقل
بأوزار الماضي وخطاياه وندفع ثمنها للمجتمع طال الزمن أم قصر ،
وكأننا حينها قد صحونا من سبات ليل طويل
كنا نصنع خلاله ما نصنع دون وعي وإدراك0
ويشتد خطو الزمن ووقعه فننظر إلى المرآة
وكأننا نستلهم نظرة أمل في أن يصلح العطار ما أفسده الدهر 00
ولكن هيهات ،
فلقد أوغلت بنا دروب الحياة في متاهاتها ومعارجها ونوازلها
ونحن عنها لاهون ،
وكأننا لا ندري من أمرها سوى أننا نعيش فيها
ونأكل ونتنفس ونمشي في مناكبها0
لقد ذهبت أجمل أيام العمر في لهو صاخب ،
نعرف يقيناً أن للحياة قواعد وأنظمة إلاهية ثابتة
محكمة يجب علينا أن نراعيها لتراعينا ،
ونحفظها لتحفظنا ،
ونمنحها من ذاتنا لتمنحنا الحرية والاستقرار والإيمان ،
وفي الطرف الآخر هناك أغلبية استهلكوا أعمارهم
فيصلون إلى أرذل العمر قبل غيرهم لأنهم لم يحافظوا على هذه الهبة
التي منحهم إياها الله عز وجل0
يجب ألا ننسى في غمرة تفكيرنا بأن قوافل الزمن
قادرة على أن تترك آثاراً سيئة على أجساد أولئك
الذين هانت أنفسهم عليهم فمنحوها كل ما تصبو إليه
وترغب لتعيش وتتلذذ دون رقيب أو حسيب ،
وكأنهم بفعلتهم تلك إنما يدقون مسامير نعوشهم بأيديهم
في قسوة بالغة0
وفي لحظة عرفت قلوبنا فيها الهدوء
وأقدامنا أول الطريق الصحيح الذي افتقدناه ،
وحتى إذا ما صحونا من سباتنا أخذنا نبكي وننتحب ،
وكأننا نودع ذلك الماضي الأليم بكل تلك الدموع
التي ذرفناها لنغسل بها كل جوارحنا التي أصابها الهرم 00
عندها استكانت أنفسنا وهي تودع أياماً
كانت بالنسبة إلينا دوامة قلق نأمل أن لا تعود ،
فقد كّنا أشبه بالفارس الغشيم الذي يحاول جاهداً
أن يمتطي عنان فرس أصيلة بأية طريقة كانت ،
أو كسفينة تجري عكس تيار هائج0
تُرى ،
أو نستطيع بعد كل هذا العمر أن نعيد للزمن دورته
وبنفس الوتيرة التي كانت عليه لننقذ ما يمكن إنقاذه ؟!!
فغداً قد تشرق الشمس !! | |
|
اسير الشوق عضو جديد
عدد الرسائل : 36 : تاريخ التسجيل : 13/02/2009
| موضوع: رد: غدا تشرق الشمس الأربعاء مايو 13, 2009 11:51 am | |
| | |
|